الأربعاء، 29 فبراير 2012

ثَقَافَتُنَا


يثَقَافَتُنَا فَقَاقيعٌ مِنَ الصَّابُونِ وَالوَحْلِ
فَمَا زَالَتْ بِدَاخِلِنَا رَوَاسِبُ مِنْ أَبِيْ جَهْلِ
وَمَا زِلْنَا نَعِيْشُ بِمَنْطِقِ المِفْتَاحِ وَالقِفْلِ
نَلُفُّ نِسَاءَنَا بِالقُطْنِ، نَدْفُنُهُنَّ فِي الرَّمِلِ
وَنَمْلُكُهُنَّ كَالسِجَّادِ كَالأَبْقَارِ فِي الحَقْلِ
وَنَهْزَءْ مِنْ قَوَارِيْرَ بِلا دِيْنٍ وَلا عَقْلِ
وَنَرْجِعُ آخِرَ اللَّيْلِ، نُمَارِسُ حَقَّنَا الزَّوْجِيَّ كَالثِّيْرَانِ وَالخَيْلِ
نُمَارِسُهُ خِلالَ دَقَاِئقٍ خَمْسٍ بِلا شَوْقٍ وَلا ذَوْقٍ وَلا مَيْلِ
نُمَارِسُهُ كَآلاتٍ تُؤَدِّي الفِعْلَ لِلْفِعْلِ
وَنَرْقُدُ بَعْدَهَا مَوْتَى، وَنَتْرُكُهُنَّ وَسْطَ النَّارِ، وَسْطَ الطِّيْنِ وَالوَحْلِ
قَتْيْلاتٍ بِلا قَتْلِ. بِنِصْفِ الدَّرْبِ نَتْرُكُهُنْ
يَا لَفَظَاظَةِ الخَيْلِ!قَضَيْنَا العُمْرَ فِي المَخْدَعْ
وَجَيْشُ حَرِيْمِنَا مَعَنَا، وَصَكُّ زَوَاجِنَا مَعَنَا، وَقُلْنَا: اللهُ قَدْ شَرَّعْ.
لَيَالَيْنَا مُوَزَّعَةٌ عَلَى زَوْجَاتِنَا الأَرْبَعْ
هُنَا شَفَةٌ، هُنَا سَاقٌ، هُنَا ظُفْرٌ، هُنَا إِصْبَعْ
كَأَنَّ الدِّيْنَ حَانُوْتٌ فَتَحْنَاهُ لِكَي نَشْبَعْ
تَمَتَّعْنَا بِمَا أَيْمَانُنَا مَلَكَتْ، وَعِشْنَا مِنْ غَرَائِزِنَا بِمُسْتَنْقَعْ
وَزَوَّرْنَا كَلامَ اللهِ بِالشَّكْلِ الذِيْ يَنْفَعْ، وَلَمْ نَخْجَلْ بِمَا نَصْنَعْ!
عَبَثْنَا فِي قَدَاسَتِهِ، نَسِيْنَا نُبْلَ غَايَتِهِ، وَلَمْ نَذْكُرْ سِوَى المَضْجَعْ
وَلَمْ نَأْخُذْ سِوَى زَوْجَاتِنَا الأَرْبَعْ 


نزار قبّاني
    

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

إدعاءُ حضارة ..


أُنظر إلى جدران بيتك , تحسسها , أشكرها على ثباتها , إشرب معها فنجانا من القهوة الفاخرة , أنا شخصيا سألتقط لها بعض الصور ربما أقوم بتأليف أغنية لكني حتما سأبكي ..
جدران البيوت تعرف جميع الأسرار وتمييز رائحة الطابون والزعتر المصنوع يدويا , كانت الامهات تعلق على جدار المطبخ الثوم والبصل وتقوم بتنشيف النعنع وأحيانا غصن يحمل بضع الليمونات كان قد إنحنى من كثرة الحمل ..
كان جدار غرفة المكتبة في الطابق العلوي يقف رزينا متعظا متباهيا بكل العراقة التي تحويها كتبه من قصص بطولة وأيام ثورة وإبداعات فلسطينية تبدأ من غسان إلى زيّاد إلى الدرويش , والحائط المقابل كان يحمل صورا لأفراد العائلة , هذه الصورة على شاطئ يافا في رحلة صيد  وهذه للإبن البكر الذي إستشهد بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية في بيروت بعدة أشهر , أما هذه الصورة الصيفية فهي للجدة  تقف عند المدخل الغربي للبيت إلى جانب البئر الذي كانت تضع بداخله البطيخ ليبرد , يا لها من أيام عز لم يعرف أهلها غيرها طريقة للعيش .
يبدو الحديث عن سرقة الاثار موضوعا غبيا لا يساوي حجرا من إنتهاكات دولة الإحتلال "التي كانت قد رفضت تسليم السلطة، إبان اتفاق أوسلو، مناطق تعتبرها أثرية، قبل أن تنتهي من العمل بها , ويزيد من حجم المأساة أن هذا النهب يستخدم عمليا في دعم نهب آخر للأرض وهو الاستيطان" 

كيف يُطلب من كل هذا الجمال أن يخضع , ليحمل رقما سخيفا تماما كأسير زرع   " دالية عنب" فأثمرت في غيابه بعد أن ذهب لينجز ثورةً فأشعلها وأُسر , الأسير كحجر البيت قديسا لو إقتلعوه غصبا ووضعوه حيث يشاءون ..
تقوم دولة إسرائيل بترقيم أحجار البيت قبل هدمه لتبنيه في مكان أخر , إن الأكثر وقاحة وغباء من سرقة الحضارة بهذه الطريقة هي أن تترك الأرقام على الحجارة غير مكترثة بقلة الإنسانية وكثرة البشاعة التي أتت بها .. 

هذه الحجارة موجودة الان بسوق تجاري يهودي إسمه (ماميلا) إسمه بالأصل طريق ( مأمن الله) هذا السوق قريب من باب الخليل .. 

لا يعقل أن تكون هذه الحجارة التي إحتضنت ربما حائط المطبخ تحتفظ برائحة الزعتر في ثناياها أو لربما إحتضنت ثوارا يلتقون سرا لتبادل الأخبار وتوزيع السلاح تحيطهم هالةٌ من القدسية والايمان , لا يعقل أن تستخدم لتبني حائطا أصم لدكان ملابس ! 



مكتبة (סטימצקי- ستيماتسكي ) , هي من أشهر مكتبات إسرائيل ! , سرقت أحجارا كانت تحيط بكتب تحكي قصص أمجاد وأيام عز وكرامة , كتب ٌ ما إن ينتهي قارئها منها حتى يذهب ليشعل الثورة , سُرقت الحجارة كي تغطي عورةَ كتبٍ تحمل لغة ركيكة لم تستخدم يوما لوصف حضارة أو تاريخ مشرف ! 

سأحتضن جدار بيتي كلما مر بجانبي ..

الاثنين، 27 فبراير 2012

بارودة ..



بارودة ..


عندما وصل الباص العائد من القدس    ( 962) إلى كفر قرع , نزلت الصبية التي الكانت تجلس إلى جانبي وتركتني مصدومة بعروبتي , لم تتكلم ولا كلمة عربي ( طلعت من كفر قرع !!) ولتكمل صدمتي غضبها جلس إلى جانبي جندي يهودي , وقف كل الطريق لإنه لم يجد مكانا !! ,إبتسمت باللون الأصفر, اغلقت كتاب (الصحافة الإستقصائية) وقلت بنفسي ( تعال تا نتسلى شوي ) لم تكن فكرة مقبولة على أن أتحدث مع جندي , لكني قررت الحديث معه , ربما لإثبت لنفسي أنه يمثل كيانا جبانا وأنه من غير سلاحة لا يساوي ثيابه التي يرتديها .

نظرت إليه أحاول أن أجد شيئا أبدأ الكلام به غير الشتائم...
تذكرت فجأة المقوله المصرية ( راجل مالي هدومة ) , ( عزة , هاظ لا راجل ولا مالي هدومة ) قلت في نفسي ( مش من قليل دولة إسرائيل عملت كل الي عملته عشان تسترجع شاليط أثريتهم كلهم هيك ) مع أن هذا الجندي (قد اللوح) إلا أن وجهه لا يخلو من البلاهه .
رن هاتفه ( الأيفون) ,أحدهم يسأله وين صرت ؟؟
- إلتفت إلي وسألني : كم بقي من الوقت لنصل إلى العفولة ؟
- ضحكت ضحكة أصفر من سابقتها وقلت له : ربع ساعة .
- عندما أنهى حديثه سألته لا تعرف أين نحن ؟
- قال لي لا , لا أعرف المنطقة ..
حبيب الماما مش عارف الطريق يا حرااام , صرخت بصوت عال : (كيف بدك تعرفها يا حقير مفكر حالك إبن البلاد تا تعرف الارض وتعرفك يا زبالة روسيا ) الحمد لله أن هذا الصراخ  لم يسمعه أحد غيري ..
 حمل الجندي بندقيته  ال (ام 16 )التي كان يضعها امامه , عندها تسنى لي أن أمعن النظر فيها كانت تحمل رقم (צ-3871028#)
لكن اللافت اكثر من الرقم هو مدى إتساخها !!
إستغربت جدا , كان يحاول ان ينظفها من أثار علكة كان قد إلتصقت بها , إستغربت فعلا
وسألته وكأني أعاتب , إلا أنه بالفعل ليس عتاب هو شماته سأستمتع بها أكثر عندما أسمع الجواب : لماذا لا تنظفها ؟؟
يا لصدمتي وفرحتي بسماع الجواب , لا أخفيكم أني توقعته لكني لم أتخيله وضيعا لهذه الدرجة ( يا فرحة الإحتياط فيك ) , عندما أجابني كدت أموت فرحا وبعد ما تجاوزت فرحي كاد غيظي يخنقني , أتعرفون ماذا أجاب ؟؟
- قال : لم أجد وقتا لتنظيفها ..
هل تعرفون معنى هذه الكلمات إن خرجت من جندي ؟!
عضضت يدي حسرة وألما وأنا أنظر من شباك الباص إلى الأفق وقلت بنفسي ( أي أسكتي يا بنت الحلال مفكرتي فدائي رايح على الثورة حامل برودته زي العروس مزينها )..
وأخيرا وصل الباص  , أخذت حقيبتي ومشيت بإتجاه بوابة المحطة رأيت الجندي واقفا هناك ينتظر أحدا , نظرت إليه نظرة إزدراء وقلت , كم أنك مرتزقة !!







الأحد، 26 فبراير 2012

أثيوبيا !


ولو إنو مش إنجاز , إنك تدافش بنت أثيوبية وتطلع قبلها على الباص , إلا إني مقدرتش أخليها تطلع قبلي لإنها بتنظرلي نظرة إني مواطنة درجة رابعة إذا مش خامسة وكأنها بتقلي أنا هون خاوا عنك وعن الناس الي انا ماخدة محلهن الي تهجرو للمخيمات , دفشتها وطلعت كان قدامي جندي ووراي جندي :
 وين بتخدم إنت ؟؟
 ليش بتسأل ؟
 بتخدم بالجلمة؟
لأ بمعلي أدوميم
 أووه , الله يعينك , أنا كمان أسبوع راجع على البيت رح أخلص خدمتي الحمد لله ..
 نيالك ..
ضحكت بيني وبين حالي , يلعن أبو هيك إحتلال المصيبة محسوبين علينا إحتلال , المصيبة الأكبر إنو مش قادرينلهن , مش قادرين لجندي بحكي بكل فرحة الحمد لله ( بروخ هشم ) رح أرجع على البيت , والتاني حاسدو كمان ,, على كل حال طمنتوني وتأكدت أكتر إنكو شعب جبان , الله يلعن أبو الي خلفك هاي إزا كنت بتعرفو ..