الاثنين، 27 فبراير 2012

بارودة ..



بارودة ..


عندما وصل الباص العائد من القدس    ( 962) إلى كفر قرع , نزلت الصبية التي الكانت تجلس إلى جانبي وتركتني مصدومة بعروبتي , لم تتكلم ولا كلمة عربي ( طلعت من كفر قرع !!) ولتكمل صدمتي غضبها جلس إلى جانبي جندي يهودي , وقف كل الطريق لإنه لم يجد مكانا !! ,إبتسمت باللون الأصفر, اغلقت كتاب (الصحافة الإستقصائية) وقلت بنفسي ( تعال تا نتسلى شوي ) لم تكن فكرة مقبولة على أن أتحدث مع جندي , لكني قررت الحديث معه , ربما لإثبت لنفسي أنه يمثل كيانا جبانا وأنه من غير سلاحة لا يساوي ثيابه التي يرتديها .

نظرت إليه أحاول أن أجد شيئا أبدأ الكلام به غير الشتائم...
تذكرت فجأة المقوله المصرية ( راجل مالي هدومة ) , ( عزة , هاظ لا راجل ولا مالي هدومة ) قلت في نفسي ( مش من قليل دولة إسرائيل عملت كل الي عملته عشان تسترجع شاليط أثريتهم كلهم هيك ) مع أن هذا الجندي (قد اللوح) إلا أن وجهه لا يخلو من البلاهه .
رن هاتفه ( الأيفون) ,أحدهم يسأله وين صرت ؟؟
- إلتفت إلي وسألني : كم بقي من الوقت لنصل إلى العفولة ؟
- ضحكت ضحكة أصفر من سابقتها وقلت له : ربع ساعة .
- عندما أنهى حديثه سألته لا تعرف أين نحن ؟
- قال لي لا , لا أعرف المنطقة ..
حبيب الماما مش عارف الطريق يا حرااام , صرخت بصوت عال : (كيف بدك تعرفها يا حقير مفكر حالك إبن البلاد تا تعرف الارض وتعرفك يا زبالة روسيا ) الحمد لله أن هذا الصراخ  لم يسمعه أحد غيري ..
 حمل الجندي بندقيته  ال (ام 16 )التي كان يضعها امامه , عندها تسنى لي أن أمعن النظر فيها كانت تحمل رقم (צ-3871028#)
لكن اللافت اكثر من الرقم هو مدى إتساخها !!
إستغربت جدا , كان يحاول ان ينظفها من أثار علكة كان قد إلتصقت بها , إستغربت فعلا
وسألته وكأني أعاتب , إلا أنه بالفعل ليس عتاب هو شماته سأستمتع بها أكثر عندما أسمع الجواب : لماذا لا تنظفها ؟؟
يا لصدمتي وفرحتي بسماع الجواب , لا أخفيكم أني توقعته لكني لم أتخيله وضيعا لهذه الدرجة ( يا فرحة الإحتياط فيك ) , عندما أجابني كدت أموت فرحا وبعد ما تجاوزت فرحي كاد غيظي يخنقني , أتعرفون ماذا أجاب ؟؟
- قال : لم أجد وقتا لتنظيفها ..
هل تعرفون معنى هذه الكلمات إن خرجت من جندي ؟!
عضضت يدي حسرة وألما وأنا أنظر من شباك الباص إلى الأفق وقلت بنفسي ( أي أسكتي يا بنت الحلال مفكرتي فدائي رايح على الثورة حامل برودته زي العروس مزينها )..
وأخيرا وصل الباص  , أخذت حقيبتي ومشيت بإتجاه بوابة المحطة رأيت الجندي واقفا هناك ينتظر أحدا , نظرت إليه نظرة إزدراء وقلت , كم أنك مرتزقة !!







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق